ازمة العيش .. مسئولية من ؟

ازمة العيش .. مسئولية من ؟

تعتبر ازمة العيش فى مصر من اكبر الازمات التى ظهرت فى مصر فى الفترة الاخيرة .. والتى اظهرت عجز الحكومة عن حل اى مشكلة كبيرة كانت ام صغيرة .. واذا اردتم امثلة على ذلك فلن يكفى المكان لعد هذه المشاكل
ولنكتفى هنا بازمة الخبز
المشكلة ليست فى عدم توافر الدقيق او قلة عدد المخابز او منافذ التوزيع .. ولكن المشكلة بكاملها تكمن فى وجود منتفعين من العمل فى المخابز كل هدفهم هو تهريب الدقيق المدعم لبيعه فى السوق السوداء وبالتالى لا يصبح فى المخبز اى دقيق لانتاج العيش فتظهر الازمة

المصيبة الكبرى فى ان اصحاب المخابز لا يوجد لديهم اى ضمير او مراعاة لظروف شعب بكامله يئن تحت وطأة الغلاء والاسعار الفاحشة التى لا ترحم .. فلم يقنع اصحاب المخابز بالملايين التى حققوها طوال سنوات عملهم ولكنهم قرروا فيما بينهم الاتفاق على الشعب الغلبان للقضاء عليه نهائيا بتجويعه حتى يموت وترتاح الحكومة من كثرة مطالبه

المشكلة يا سادة ليست فى فصل الانتاج عن التوزيع.. لكن فى ضرورة وجود رقابة مشددة على المخابز حتى لا يتمكن المهربون من تهريب اجولة الدقيق امام اعين الناس العاجزين عن التصرف او النطق خوفا من العقاب

لقد وصلنا الى مرحلة ان الشعب يموت فى طابور العيش بحثا عن رغيف ولقمة عيش
بالذمة ده كلام يرضى ربنا
المهم ان الحكومة بكل قوتها وسلطاتها عاجزة امام اصحاب المخابز زلا تستطيع منع تهريب الدقيق .. وعندما زادت الازمة تدخل رئيس الجمهورية باصدار تعليمات مشددة الى السيد نظيف لضرورة حل الازمة وانهائها فى اسرع وقت .. وبالطبع تحركت كل الاجهزة لتنفيذ الامر الرئاسي .. طيب كنتم فين من زمان قبل الناس ما تموت .. ولا لازم تاخدوا اوامر رئاسية
المهم ان نظيف ورجاله وعلى راسهم الاخ المصيلحى عجزوا عن حل الازمة فجاء الامر الرئاسي الثانى بضرورة تدخل الجيش والشرطة لانهاء الازمة .. وكانه كتب على رجال مصر الابطال ان يتحملوا عبء كل صغيرة وكبيرة فى مصر حتى مشكلة رغيف العيش

ولكن كما قلنا فى البداية
المشكلة فى عدم وجود الرقابة على مهربى الدقيق عديمى الضمير .. والدليل فى مدينة 15 مايو صاحبة اول تجربة فى فصل الانتاج عن التوزيع .. فى البداية تم عمل اكشاك على مستوى المدينة كلها .. وتم توزيع الخبز على الاكشاك عن طريق شركة التوزيع .. ففى الايام الاولى لم تكن هناك مشكلة ابدا بل كان هناك فائض من العيش ولم تكن هناك اى طوابير او زحام

ماذا حدث بعدها .. اكتشف اصحاب المخابز انهم لن يتمكنوا من تهريب الدقيق وبيعه لانهم مطالبون بتسليم عدد معين من الارغفة للموزع .. ومفتشو التموين يقفون على رؤوسهم طول اليوم .. فماذا يفعلون ؟؟؟؟؟؟؟؟؟
تفتق ذهنهم الاجرامى عن حل شيطانى يتلخص فى انه عندما يقوم بتسليم السائق للعيش يقوم بتسليمه ناقصا.. فاذا كان مثلا من المفروض ان يعطيه الف رغيف يعطيه 600 فقط ويدفع له الباقى اى الفرق فلوس كاش 20 او 40 جنيها.. وبالتالى يقوم هو بتوفير الدقيق ليقوم ببيعه فى السوق السوداء بسعر 200 جنيه للجوال المدعم الذى لا يزيد ثمنه المدعم عن 16 جنيها
وهذا بالطبع يتم بالاتفاق مع مفتشي التموين اصحاب الذمم الخربة ..
وبعدها باسبوع واحد عادت الطوابير والزحام والمعارك للحصول على رغيف عيش ..

اذن المشكلة تكمن فى جانب واحد وعلى الحكومة اذا كانت جادة فى سعيها لحل الازمة ان تشدد من الرقابة على المخابز لمنع تهريب الدقيق نهائيا ومنع بيعه فى السوق السوداء

فهل تفلح الحكومة الذكية فى هذا .. ام ستفشل بسبب ذكائها الزائد عن الحد وتترك الشعب يحل مشكلته بنفسه ؟؟؟؟؟؟؟؟